CVBooksMeetingsContactEnglish | Français
 
خلال الأربعينات من القرن العشرين التحق محمد الحبيب الهيلة بالدراسة في جامع الزيتونة بتونس ثم أصبح به مدرسا منذ أوائل الخمسينات . وخلال الستينات عندما أُغلقت أبواب التحرك والتطور في وجوه الزيتونيين انتسب لجامعة السربون في باريس فقدّم بها رسالة دكتوراه جامعية ( Doctorat d'université ) في التاريخ الأندلسي سنة 1967 ثم رسالة دكتوراه الدولة ( Doctorat d'état ) في التاريخ الاجتماعي للمغرب الأدنى ( إفريقية ) سنة 1976 . ومنذ تلك المرحلة ما انفك يتابع دراسة الفترات والعناصر التاريخية بالمغرب العربي والأندلس مع عناية كبيرة بالنصوص التي يقوم بتحقيقها إثراءً للمصادر التاريخية دون إهمال جانب الدراسة التي كان من أهمها أطروحته التي عنوانها " أثر الزهد في الحياة الاجتماعية بإفريقية ، من الفتح إلى نهاية العهد الأغلبي " مع مشاركات في تاريخ البلاد التونسية وخاصة في العصر البورقيبي .
ومنذ منتصف الثمانينات إلى منتصف التسعينات التحق بالدراسات العليا التاريخية والحضارية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة فانصرفت عنايته إلى التاريخ المكي فدرّسه وأشرف على العديد من الرسائل الجامعية في مجاله ، واهتم بنصوصه القديمة فحصل على مجموعة هامة من مصوّرات مخطوطاته وشارك بدراسات فيه ، من ذلك كتابه " التاريخ والمؤرخون بمكة من القرن الثالث إلى الثالث عشر هجرية " وتحقيقه لكتاب نيل المنى لجار الله بن فهد مــع وضع فهرسين لمخطوطات مكتبة مكة ( فهرس علوم القرآن وفهرس التاريخ ).
لقد ظل منذ زمن بعيد يهتم بكتب الفتاوى بالمغرب والأندلس ، فخلال السبعينات عندما كان يقوم بتدريس مادة المدخل التاريخي بالجامعة أصبح مقتنعا بأن الفقه ومؤلفاته تُعتبر من أكثر العلوم والكتب تطورا وتماشيا مع التحوّلات الاجتماعية وأن النوازل والفتاوى يمكن أن تكون مصدرا تاريخيا وثيقًا لا يرقى إليه الشك ، خاصة في رصد الصور الاجتماعية والأحداث الحضارية والتاريخية لذلك انصرفتْ عنايتُه إليها فاهتمّ بترجمة ودراسة شخصية الإمام البرزلي (القرن 9هـ/15م) وأمضى السنوات في تحقيق كتاب فتاويه الذي طبع بلبنان سنة 2002 في 7 أجزاء (4000 صفحة) وهو الآن ينصرف إلى دراسة وتحقيق كتاب الأجوبة لأبي القاسم عظوم القيرواني ( القرن 10هـ/ 16م) وهو كتاب فتاوى يشتمل على رصد مفيد للمجتمع التونسي في عهد المؤلف حيث وصف الكثير من أحواله وجماعاته وقبائله ومظاهره الحضارية مما يعتبر أساسا لدراسة التاريخ التونسي خلال القرن 16م الذي أصيب بالجفاف في تلك الفترة .
   
 
 أعلى الصفحة